البحر يجلس إلى طاولتي
الحانة عامرة بهؤلاء
الذين يدخلونه
و لا يخرجون.
يدمدم أغنية بحار عجوز،
يدمدم
و يشرب
كعصفور دُوري مجهول
في الغرفة.
الضوء عاد من جديد
من فرط المحبة
صار أسود و جميلا
دافئا كهواءٍ صوفي
يغرق المتصوفة
في بحار قلوبهم
و يطلعون
كزهر الحبق
في حجرة شاعر
غابت كلماته.
يا ابتسامة الطفولة
تعالي الآن ، أدرك
أنك ترتدين شالا
و معطفا باليا
سأهديك كل شيخوختي الرزينة
و كل هذا العمر الذي يدنو من اللاشيء.
سألني شيخي
و نحن قاعدان
إلى نفسينا
في “المثلث الأحمر،
ألم نصل بعد؟.
الموتى يطلقون غيابهم طيور محبة
سناجب تقفز الكلمات
من حلقي
لتملأ الفراغ.
موسيقى الطفلة الصغيرة
أذكر عَدْوَهَا
بين سنابل الروح.
الحزن أزهار غريبة
تنمو في الذاكرة.
المرأة في خيال الحانة.
هل تذكر يدانا
هواء باردا
آتيا من جهة الروح؟
و البحر حينما نغادر
آخر طاولة
نتركه كقلوبنا.