الاستقامة
أوصى النّبي صلّى الله عليه وسلّم الصّحابي حين قال له بعبارةٍ بليغةٍ جامعة، قل آمنت بالله تعالى ثمّ استقم، فمن آثار الإيمان وتوابعه أن يستقيم المسلم على أمر الله تعالى في قوله وعمله وسائر شؤون حياته، فلا يتكلّم إلا بما يرضي الله تعالى، وكذلك يحمل الإيمان الإنسان على أن يستقيم في عمله فلا يسعى بين النّاس إلا بالخير والمعروف، ويحرص على أعمال الخير ووجوهه المختلفة.
حين يتجذّر الإيمان في نفس المسلم تراه دائماً حريصاً على طاعة الله تعالى في السّرّ والعلن، ينشد من وراء ذلك رضا الله سبحانه وتعالى وجنّته، فتراه يحرص على تأدية صلاته على وقتها كما تراه يحرص على التّنفّل بالطّاعات حتى يتقرّب إلى الله تعالى.
ترك النواهي من آثار إيمان أن يسعى المؤمن للابتعاد عن كلّ ما يغضب الله تعالى من القول والعمل، فتراه يترك آفات اللسان الذّميمة مثل الغيبة والنّميمة بين النّاس والكذب، كما يترك الحسد والتّباغض والتّجسس، ويتجنّب أذيّة النّاس أو التّعرض لهم بالشّرّ والغدر والمكيدة.
قوّة النفس
من آثار الإيمان أيضاً أنّه يصنع شخصيّةً قويةً قادرةً على تخطّي التّحديات والعقبات بكلّ قوّة ومضاء، كما تصنع شخصيّة لا تخاف ولا تجزع من مواجهة أعداء الله تعالى في المعارك والحروب، وبالتّالي يكون الإنسان المسلم درعاً واقياً إلى جانب إخوانه المسلمين يذود عن حمى أمّته رافعاً راية الدّين مرتجياً الشّهادة التي هي من أعظم ما يتمنّاه المؤمن في حياته بعد رضوان الله تعالى.
الحياة الطيبة والتمكين
قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فالله يزيد المهتدين هدى فتطيب لهم الحياة في طاعة الله وعلى دربه وفي بذل الجهد له وبالتوكل عليه،
وقال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) فمن صميم الإيمان السعي والاجتهاد والعمل في سبيل رفعة الإنسان والدين والقيم وهؤلاء من يمكن لهم الله بإيمانهم أسباب الدنيا ويجزيهم في الآخرة.