ضمن نتائج مسح شامل لجودة حياتهم أجرته «هيئة المعرفة»
%84 من طلبة مدارس دبي «سعداء»
الدكتور عبدالله الكرم: «نتائج المسح تقدم لنا نقطة انطلاق لمتابعة التقدم الذي يمكننا إحرازه في معدلات جودة حياة الطلبة».
كشفت النتائج الأولية للمسح الإلكتروني الشامل لجودة حياة الطلبة في دبي، الذي أجرته أخيراً، هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، أن 84% من الطلبة يشعرون بالسعادة في مدارسهم.
وشدّدت النتائج، التي أعلنتها الهئيه ، خلال احتفالية عقدت في مقر مركز الجليلة لثقافة الطفل، بحضور مسؤولين حكوميين وقادة فكر دوليين من أصحاب التجارب الدولية في ميدان جودة الحياة، وطلبة وقيادات مدرسية، إضافة إلى ممثلين عن إدارة الطفل في حكومة جنوب أستراليا، وعن مجلس مديري الشبكة الدولية للتعليم الإيجابي، على أن بناء علاقات إيجابية بين الطلبة وأولياء أمورهم من جهة، وبين فرق العمل المدرسية من معلمين وقيادات مدرسية من جهة أخرى، يقود إلى تحقيق معدلات عالية من جودة الحياة لدى الطلبة على المستويين الاجتماعي والعاطفي، ويعزز أداءهم الأكاديمي عبر تكامل رحلة التعليم في المدرسة والمنزل، كما يعزز شعورهم بالانتماء إلى المدرسة والأصدقاء.
168 مدرسة مشارِكة في المسح
انطلقت أعمال تنفيذ المسح الإلكتروني، خلالمن عام 2017، بمشاركة 168 مدرسة خاصة في دبي. وشمل المسح 64 ألفاً و686 طالباً وطالبة. وغطى طلبة الصفوف من السادس إلى التاسع، والصفوف من السابع إلى العاشر، تبعاً للمناهج التعليمية المطبّقة في كل مدرسة.
وأتيح للطلبة إنجاز المسح باللغات العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية، بما يواكب التنوع الثقافي في مدارس دبي، فضلاً عن تصميمه ومراجعته لضمان مراعاته للثقافة الإماراتية.
ويقيس المسح جودة الحياة على المستويين الاجتماعي والعاطفي، والصحة البدنية وأسلوب الحياة، والعلاقات والتعلم في المدرسة والمنزل، والأنشطة ما بعد الدوام المدرسي، باستخدام منهجية علمية تستند إليها الأنظمة التعليمية في تصميم السياسات واتخاذ قرارات مدروسة وذات منهجية.
ويعد تقرير المسح الشامل لجودة حياة الطلبة الأول من نوعه من دبي، ويأتي ضمن مشروع مشترك بين الهيئة وإدارة الطفل في حكومة جنوب أستراليا، مدته خمس سنوات. ويعنى بمعرفة أفكار ومشاعر الطلبة تجاه جودة حياتهم. كما يساعد المدارس على الارتقاء بمستوى جودة حياة الطلبة في إطار السعي لتحقيق رؤية دبي 2021 بأن تكون من بين أسعد خمس مدن في العالم.
وقال نحو 89% من الطلبة الأكثر سعادة في دبي إنهم يرتبطون بصداقات حقيقية مع آخرين، فيما أشار 57% من الطلبة إلى ارتباطهم القوي بالأشخاص الذين يكبرونهم سناً في المدرسة، مقابل 77% من الطلبة أكدوا ارتباطهم القوي بالأشخاص الذين يكبرونهم سناً في المنزل.
وأفاد 87% من الطلبة بأنهم متفائلون، و82% قالوا إنهم مثابرون، و84% يشعرون بالرضا عن حياتهم، و92% يثقون بمستوى أدائهم في الواجبات المدرسية.
وقال مدير عام الهيئة، الدكتور عبدالله الكرم، إن «نتائج المسح جاءت متوافقة بدرجة كبيرة مع البيانات الواردة في نتائج البرنامج الدولي لتقييم الطلبة PISA بأن 85% من الطلبة سعداء، وهو ما يقدم لنا نقطة انطلاق للعمل معاً من أجل متابعة التقدم الذي يمكننا إحرازه في معدلات جودة حياة طلبتنا خلال السنوات المقبلة».
وأضاف: «تشير النتائج إلى أن الطلبة الأكثر سعادة في دبي، ضمن جوانب جودة الحياة، هم أولئك الذين يتاح لهم بناء علاقات إيجابية مع الكبار في المدرسة والمنزل، ويتمتعون بصداقات حقيقية في مدارسهم ومحيطهم الاجتماعي، فضلاً عن أنهم يتبعون أنماط غذاء صحية، وينامون مبكراً».
ويواكب المسح الإلكتروني خطوات دبي نحو تعزيز مكانتها مركزاً إقليمياً للشبكة الدولية للتعليم الإيجابي، فضلاً عن تنفيذ عمليات متابعة دورية لعمليات التقدم التي يتم إحرازها في معدلات جودة حياة طلبة دبي،كما يوفر معلومات تفصيلية لصناع السياسات والمدارس وأولياء الأمور، بما يعزز من العمل على تحسين صحة الطلبة وسعادتهم وجودة حياتهم.
وذكرت رئيسة الابتكار والسعادة والإبداع، هند المعلا، أن «المسح يشكّل أداة للمدارس لفهم ومعالجة جودة حياة الطلبة بشكل أفضل وجعل مدارسهم أكثر سعادة»، مشيرة إلى أن «المدارس المشاركة في المسح ستتلقى تقريراً حول جودة حياة طلبتها بمنهجية تعتمد الشفافية والخصوصية، وستعقد ورش عمل بالتعاون معها من أجل فهم البيانات والموارد، لتحسين جودة حياة طلبتها».
وتتمتع إدارة التعليم وتنمية الطفل في جنوب أستراليا بخبرة كبيرة في جمع معلومات جودة الحياة دولياً، وعملت مع الحكومات لتطوير واختبار وتنفيذ قياسات جودة الحياة على نطاق واسع. كما عملت مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) لقياس جودة حياة الطلاب الخاضعين لبرنامج التقييم الدولي (PISA) في أستراليا وبلدان أخرى.